وكالة أنباء الحوزة_ على أبواب حلول أيام الحج الإبراهيمي وبدء إرسال بعثات حجاج بيت الله الحرام إلى أرض الوحي والنبوّة؛ التقى القائمون على شؤون الحج في الجمهورية الإسلامية بالإمام الخامنئي حيث جاء في مواقف سماحته تشديده على أنّ صفقة القرن سيكون مصيرها الفشل حتماً وأنّ البيت الحرام ملكٌ للمسلمين قاطبة.
وخلال اللقاء شدّد قائد الثورة الإسلامية على أنّ الكعبة الشريفة ومسجد النبي ملكٌ للمسلمين قاطبة لا للذين يسيطرون على تلك الديار المقدّسة وتابع سماحته قائلاً: لا يحقّ لأحدٍ منع تحقّق مفاهيم الحجّ الحقيقيّة ولو أقدمت حكومة أو دولة على هكذا خطوة فقد مارست "الصدّ عن سبيل الله" في واقع الأمر.
وأكّد الإمام الخامنئي على أنّ وحدة الصّف تُعدّ أهمّ حاجة في العالم الإسلامي اليوم مشيراً إلى تركيز الأعداء على مواجهة المسلمين خاصّة فيما يخصّ قضية فلسطين وتحدّث سماحته حول مظلوميّة الشعب اليمني قائلاً: تُمارس الضغوط على الشعب اليمني منذ سنوات وبشكل مستمر، هم بالطّبع شجعان ومقاومون لكنّهم يعانون من الصّعوبات.
وواصل قائد الثورة الإسلامية كلمته متحدّثاً حول سياسة أمريكا حيال فلسطين قائلاً: لقد أطلق الأمريكيون اليوم على سياستهم الشيطانية حيال فلسطين اسم "صفقة القرن" لكن عليهم أن يعلموا أنّ صفقة القرن هذه لن تتحقّق إطلاقاً بتوفيق من الله ولن تُمحى قضية فلسطين من الأذهان رغماً عن أنوف المسؤولين الأمريكيين وسوف تبقى القدس عاصمة لفلسطين وسوف تبقى قبلة المسلمين الأولى للمسلمين.
واستكمل الإمام الخامنئي تصريحاته في هذا المضمار قائلاً: لن يتحقق هذا الكابوس حيث يُخيّل لهم أنّ القدس يجب أن تكون بيد الصهاينة، سيتصدّى له الشعب الفلسطيني وستقف خلف الشعب الفلسطيني الشعوب المسلمة قاطبة ولن تسمح لهذا الأمر بالحدوث.
وتابع سماحته: مما يؤسف له أن بعض الدول الإسلامية، وبسبب عدم إيمانها بالإسلام فضلاً عن قضية فلسطين، قد جعلت نفسها ضحية للولايات المتحدة الأمريكية، ولكن أعمالهم لا أثر لها وستفشل مخططاتهم. سوف ينتصر الشعب الفلسطيني بتوفيق من الله على أعدائه لا محالة، وسوف يشهد ذلك اليوم الذي تُقتَلع فيه جذور الكيان الصهيوني اللقيط.
كما أوضح قائد الثورة الإسلامية أنّ تأسيس نظام الجمهورية الإسلامية واستعراض قدرة الإسلام على الولوج في ميدان السياسة والحياة أبطل جهوداً على مدى أعوام عملت على فرض مفهوم فصل الدين عن السياسة وتابع سماحته قائلاً: يعمل اليوم أشخاص مغرضون وجاهلون على إلقاء مفهوم ضرورة الفصل بين الدين والسياسة والعلم والحياة في أذهان الجيل الشاب لكنّ الحجّ يشكّل أفضل فرصة وساحة عمليّة لتقديم المزج بين "الدين والسياسة".
وأشار الإمام الخامنئي إلى نشوء معنى جديد في الحج ببركة إرشادات الإمام الخميني العظيم قائلاً: يجب أن يكون الحج الحقيقي متلازماً مع البراءة من المشركين وممهّداً للوحدة واللّحمة بين المسلمين، لا أن تعمل بعض الحكومات على إيجاد شرخ وخلق نزاع بين الأمة الإسلامية وتجهد في سبيل الالتصاق بالاستكبار.
واعتبر قائد الثورة الإسلامية أنّ الحج مظهر امتزاج "الروحانيّة بالسياسة" وإنّ اجتماع المسلمين في زمان ومكان محدّد يشكّل أبرز صفاته وتابع سماحته قائلاً: الحج الحقيقي هو الحجّ الذي ترافقه البراءة من المشركين من جهة ويكون ممهّداً لنشوء أرضية الوحدة والتآلف ووحدة الصف من جهة أخرى.
وأوضح الإمام الخامنئي أنّ تحديد مكان وزمان لاجتماع المسلمين في فريضة الحج يُعلن عن وجود أهداف أبعد من الأهداف المعنوية وأردف سماحته قائلاً: إحدى أهداف الحج الهامّة هي اجتماع وتواصل وتفاهم المسلمين بعضهم مع بعض وفي الحقيقة قضيّة تأسيس الأمة الإسلامية.
كما تحدّث قائد الثورة الإسلامية حول كارثة المسجد الحرام وكارثة منى في العام ٢٠١٥ قائلاً: كارثة منى في سنة ٢٠١٥ لا تغيب عن الأذهان، ولابد من ملاحقة القضية ومتابعتها في لجنة تقصي الحقائق بواسطة المدّعي الرئيسي وهو الجمهورية الإسلامية حتى استيفاء الحقوق، فقد ارتُكب ظلمٌ كبير في ذلك المكان. بلغتنا تقارير تفيد بأنّ عوائل شهداء فاجعة منى الذين دُفنوا هناك تُمنع أيضاً من زيارة قبور أبنائها. ينبغى أن تتمّ متابعة ديّة القتلى أيضاً.